|

    ٠٠ كبير السن بين الرعاية والسخرية ٠٠

الكاتب : الحدث 2021-08-31 09:34:07

 

 تتبدل المفاهيم وتتغير الأقوال والأفعال عند انتفاء الحاجة بينما على العكس يبدأ التودد والتملق وقت الحاجة أيضا !

تتبدل القيم والأخلاق عند الجاهل والسفيه وعديم المروءة بينما تترسخ القيم والمبادئ والمروءة والأخلاق عند العقلاء والحكماء وأهل العلم والفضل !

تتبدل المحبة والشفقة والعطف والحنان بمجرد بزوغ الشيب في الرأس والارتكاء على العكاز للرجل والمرأة على حد ٍ سواء !

كبير السن أمضى جُل وقته في رعاية أسرته وبذل كل ما في وسعه من أجل اسعادهم وتوفير كل ما من شأنه إظهار البهجة على محيّاهم ! 

كبير السن أمضى جُل وقته في خدمة مجتمعه ناهيك عن ابتكاراته وإنجازاته ومشاركته الفعّالة في جميع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة !

تتبدل الآراء حول ضعف وهوان كبير السن بدايةً من محيطه الأسري وصولاً إلى رفاق دربه ومجتمعه، وتبدأ تدريجيا في الانخفاض حتى تصل لمرحله التندر والسخرية !

آلمني كثيراً حينما سمعت من يتندر على كبير السن بقوله 
"هذا الشيبة مثل المكيف القديم لا يُبَرّد ولا تسلم من قربعة صوته المزعج "! 

يا الله صار كبير السن يُشبّه بآلة من صنع البشر ونسي الروح البشرية التي هي أسمى واجل من كل مصنوع
لأنها من روح الله تعالى !

كبير السن داخله تراكمات جمة افرزتها تصرفاته واقواله حينما أحس انه في دائرة التهميش بعيداً عن ذلك الزخم وتلك الحيوية التي كان يتمتع بها !

كبير السن اليوم تجرح مشاعره كلمة، تؤرق صدرة حركة  غير معتادة، تؤثر فيه نظرة حادة !

تتبدل القيم والأخلاق والمودة والعطف والحنان
 ولكن لا تتبدل التوجيهات الربانية الخالدة !  
يقول الحق تبارك وتعالى ٠٠

 وَقَضَى رَبُّكَ  الاّ تَعْبُدُوا إلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إما يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ٍ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا !

        ٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠